قال شعبان النجدى، وهو الآن محامٍ لبعض المعتقلين الإسلاميين، إن ضباط أمن الدولة ليسوا بالصورة المتوحشة، التى يتصورها عنهم الناس بل هم ينظرون لعملهم على أنه واجبهم ويفصلون بينه وبين العبادات، حيث يوجد الكثير من ضباط أمن الدولة على درجة كبيرة من التدين وتجد الضابط يقطع التحقيق مع المعتقلين لينهض ويؤدى الصلاة، وتراه وهو يقف بين يدى الله فى خشوع، كما لو كان تلك آخر صلاة فى حياته وسيموت بعدها، وفى مرات عديدة أذهب لمقابلة أحد ضباط أمن الدولة ويتأخر فى السماح لى بالمقابلة فيخبرنى العساكر على الباب أن الضابط يؤدى صلاة العشاء، ويطول انتظارى للضابط وهو يصلى إلى أكثر من ساعتين، ولكن هذا لا يمنع أن من بين ضباط أمن الدولة من ليس لديه خلفية دينية.
وأضاف أن شخصية ضباط أمن الدولة وتعاملهم مع مسألة صلاة المعتقلين الإسلاميين تختلف باختلاف مكان الاحتجاز أو المقر الخاص فى أمن الدولة، ففى لاظوغلى المكان مفتوح، ويتعامل ضباط أمن الدولة مع الأمر بصدر رحب، حيث يتركون المعتقلين يؤدون الصلاة فى أوقاتها وفى جماعة، وأحيانا يؤم المعتقل الضابط، الذى يستجوبه ليصلى به الفجر أو العشاء على وجه الخصوص، حيث تكون الاستجوابات فى أمن الدولة فى ذلك التوقيت.
وأوضح أنه فى مقرات أخرى خلاف لاظوغلى لا يسمح بالصلاة الجماعية بل تتبع سياسة التفريق بين المعتقلين، وأثناء فترة الاستجواب لا يسمح للمعتقل بالصلاة من الأصل، ولو سمحوا له بذلك يكون بدون وضوء، لأن المعتقل لا يدخل الحمام إلا مرة واحدة فى اليوم.
وعن المساجد فى مقرات مباحث أمن الدولة قال أحد المعتقلين إنه تم احتجازه فى أكثر من 5 مقرات لأمن الدولة، ولم ير مسجدا بمعنى المسجد إلا فى مقر جابر بن حيان، والمسجد مقابل لزنازين المسجونين، وكان يصلى به الإداريون والموظفون، بينما يصلى الضباط فى مكاتبهم أو فى صالة مقابلة للمكاتب وبها فرش أخضر أشبه بسجاد مكتب الإرشاد.
وأوضح المعتقل أن المسجونين فى زانزين أمن الدولة لا يصلى جمعيهم مع بعضهم، فمن ينتمون للتكفير لا يصلون مع الجهاد ولا مع الإخوان، ويصلى السلفيون مع الجهاد ويشبهون حبسهم بالسفر، حيث يقصرون الصلوات ويجمعونها.