منقول...................................................................................
لهجوم على سجن العقرب
بقلم/ سمير العركى
ما حدث في سجن شديد الحراسة بمنطقة طرة وسجن المنيا صباح الاثنين أمر ينبغي التوقف أمامه وعدم تمريره.. إذ يعد ارتدادًا إلى عصر مبارك ونكوصا ً عن الثورة المصرية التي ما قامت إلا بسبب القهر والظلم وسحق المواطن المصري.
فقد جردت الداخلية حملة تأديبية موسعة على السجنين جردت السجناء من أمتعتهم ومتعلقاتهم وفرضت عليهم الحبس الانفرادي ومنعت عنهم الزيارة .
هذا الهجوم على سجني العقرب والمنيا يعد أحد الفصول التراجيدية للثورة المصرية وقمة مأساتها .. إذ إن هؤلاء المساجين الذين وجهت ضدهم الحملة أبرز ضحايا النظام السابق والذين حوكم معظمهم أمام المحاكم العسكرية نتيجة معارضتهم للرئيس المخلوع.. وكان من المنتظر عقب الثورة المصرية أن يصدر عفو شامل عنهم جميعاً .. خاصة وأن عددا ً غير قليل منهم محكوم عليه بالإعدام وجميعهم ضحية نظام فاسد .
ولكن للأسف لم تلتفت لهم الثورة وتركتهم يعانون الحبس والقهر.. ولم تفكر حكومة د/ شرف التي سارعت إلى الإفراج عن المزورين استجابة لضغوط طائفية في بحث ملفهم وإعادتهم إلى أهليهم وذويهم .. خاصة وأن معظمهم أعلن في وقت سابق على الثورة تأييده لمبادرات منع العنف .
لا أدرى ما هي الأسباب التي حدت بوزير الداخلية اللواء/ منصور العيسوي إلى التخلي عن حلمه ويوافق على هذه الحملة التأديبية وهو الذي تحمل الذين هاجموا مبنى الوزارة ونزعوا شعارها كما أمر ضباطه بضبط النفس أمام المهاجمين لمبنى مديرية أمن الجيزة .
حتى لو صح ما تردد عن اكتشاف علاقة بين مفجري خط الغاز في سيناء وبين بعض المودعين في سجن العقرب.. فما كان ينبغي تعميم العقاب على كل الموجودين.. إذ إنها سياسة مباركية بامتياز عانت منها السجون المصرية .. وخاصة الإسلاميين لسنوات طويلة.. إذ كان يكفى خطأ فردى بسيط لتعميم عقاب بدني قاس على كل السجن .
كما أن المفارقة الأكثر دهشة أن مثل هذه الحملات التأديبية التمشيطية لا تعرف طريقها إلى سجن المزرعة المجاور لسجن العقرب.. حيث يوجد نجلا الرئيس المخلوع وأركان نظامه والذين يقودون الثورة المضادة من داخل سجنهم.. وقد تثبت الأيام بعد ذلك ضلوعهم في المؤامرة التي تشهدها مصر حاليا لإجهاض ثورتها المباركة .
هذا الصمت غير المقبول ليس له من
تفسير سوى التلون الإيديولوجي الذي
يصبغ تصرفات الحقوقيين والإعلاميين
والنخبويين والتي عانينا منها بشدة قبل الثورة .
الحملة التأديبية على سجني العقرب والمنيا ضد المعارضين الأشرس لمبارك ونظامه قابلتها المنظمات الحقوقية والمواقع الإعلامية بالصمت التام حتى الآن .. رغم أنها أقامت الدنيا ولم تقعدها على حبس أحد الناشطين السياسيين احتياطيا ً على خلفية الاشتراك في الهجوم على قوات الجيش في أحداث ماسبيرو.
هذا الصمت غير المقبول ليس له من تفسير سوى التلون الإيديولوجي الذي يصبغ تصرفات الحقوقيين والإعلاميين والنخبويين والتي عانينا منها بشدة قبل الثورة .
نريد تفسيرا ً من الداخلية لما حدث في سجني العقرب والمنيا .. وإلا فلنكبر على ثورتنا أربعا .
