منتدي الاستاذ شعبان النجدي المحامى لنشر الثقافة والوعي القانوني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي الاستاذ شعبان النجدي المحامى لنشر الثقافة والوعي القانوني

تنمية الثقافة القانونية
 
الرئيسيةمنتدى شعبان النأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  فتح الكريم الوهاب حول معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 372
تاريخ التسجيل : 16/10/2008
العمر : 52
الموقع : https://elngdy.yoo7.com/

  فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Empty
مُساهمةموضوع: فتح الكريم الوهاب حول معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية     فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Emptyالخميس ديسمبر 04, 2014 1:15 am



الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ
وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مقدر الأقدار ، مصرف الأمور ، مكور الليل على النهار ، تبصرة لذوى القلوب والأبصار ، الذي أيقظ من خلقه ومن اصطفاه
فأدخله في جملة الأخيار ، ووفق من اجتباه من عبيده فجعله من الأبرار ، وبصر من أحبه فزهدهم في هذه الدار ، فاجتهدوا في مرضاته والتأهب لدار القرار ، واجتناب ما يسخطه والحذر من عذاب النار ، وأخذوا أنفسهم بالجد في طاعته وملازمة ذكره بالعشي والإبكار ، وعند تغاير الأحوال في آناء الليل والنهار ، فاستنارت قلوبهم بلوامع الأنوار.
أحمده أبلغ الحمد على جميع نعمه ، وأسأله المزيد من فضله وكرمه ،.فهو الملك لا شريك له والفرد فلا ند له والغني فلا ظهير له والصمد فلا ولد له ولا صاحبة والعلي فلا شبيه له ولا سمي له كل شئ هالك إلا وجهه وكل ملك زائل إلا ملكه وكل ظل قالص إلا ظله وكل فضله منقطع إلا فضله لن يطاع إلا بإذنه ورحمته ولن يعصى إلا بعلمه وحمكته يطاع بيشكر ويعصي فيتجاوز ويغفر كل نقمه منه عدل وكل نعمة منه فضل أقرب شهيد وأدنى حفيظ حال دون النفوس وأخذ بالنواصي وسجل الآثار وكتب الآجال فالقلوب له مفضية والسر عنده علانية والغيب عنده شهادة عطاؤه كلام وعذابه كلام { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }

، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وحبيبه وخليله ، أفضل المخلوقين ، وأكرم السابقين واللاحقين ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين ، وآل كل وسائر الصالحين
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
أَمَّا بَعْدُ :
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ
فإني استخرت الله تعالي ان اكتب حول معاني سورة الفاتحة ، لأنها أعظم سورة في القرآن ، ولأن المصلي يقرأها في صلاته ، فكان لازماً عليه أن يفهم معناها ليخشع في صلاته
وهذه السورة جمعت أنواع التوحيد ، ولا سيما توحيد العبادة الذي خلق الله العالم لأجله ، وأرسل الرسل لتحقيقه ، وهو موجود في قوله تعالى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
وكذلك فيها من العبر والعظات والاحكام ما فيه الخير والرشاد لمن رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا
هذا وأسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن ينفعنا بما علمنا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كتبه
شعبان النجدي
الصف- حلوان في رمضان 1429ه - سبتمبر 2009
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elngdy.yoo7.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 372
تاريخ التسجيل : 16/10/2008
العمر : 52
الموقع : https://elngdy.yoo7.com/

  فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الكريم الوهاب حول معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية     فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Emptyالخميس ديسمبر 04, 2014 1:17 am

الفصل الأول
بين يدي السورة
اسمائها وما ورد في فضلها وعدد اياتها والمعني الاجمالي للسورة

سورة الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة; لأنه يفتتح بها القرآن العظيم، ولها أسماء أخر.منها
: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطا، وبها تفتح (1) القراءة في الصلاة (2)
ويقال لها أيضا: أم الكتاب عند الجمهور، وكره أنس، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك، قال الحسن وابن سيرين: إنما ذلك اللوح المحفوظ، وقال الحسن :الآيات المحكمات :هن أم الكتاب، ولذا كرها (3) -أيضا -أن يقال لها أم القرآن وقد ثبت في[الحديث] (4) الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم "
ويقال لها: الحمد، ويقال لها:الصلاة، لقوله عليه السلام (5) عن ربه: " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي " الحديث. فسميت الفاتحة: صلاة؛ لأنها شرط فيها. ويقال لها: الشفاء؛ لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعا: " فاتحة الكتاب شفاء من كل سم (6) " . ويقال لها:الرقية؛ لحديث أبي سعيد في الصحيح حين رقى بها الرجل السليم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما يدريك أنها رقية؟ " .
وروى الشعبي عن ابن عباس أنه سماها: أساس القرآن، قال: فأساسها (7) بسم الله الرحمن الرحيم،
وسماها سفيان بن عيينة: الواقية.
وسماها يحيى بن أبي كثير: الكافية؛ لأنها تكفي عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة: " أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها عوضا عنها " (Cool .
ويقال لها: سورة الصلاة والكنز ذكرهما الزمخشري في كشافه. وهي مكية، قاله (9) ابن عباس وقتادة وأبو العالية، وقيل مدنية، قاله (10) أبو هريرة ومجاهد وعطاء بن يسار والزهري. ويقال: نزلت مرتين: مرة بمكة، ومرة بالمدينة، والأول أشبه لقوله تعالى: { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي } [الحجر: 87]، والله أعلم (11) . وحكى أبو الليث السمرقندي أن نصفها نزل بمكة ونصفها الآخر نزل بالمدينة، وهو غريب جدًا، نقله القرطبي عنه. وهي سبع آيات بلا خلاف،
__________
(1) زيادة من جـ، ط.
(2) المسند (5/26).
(3) في جـ: "التميمي".
(4) المسند (5/26) وأبو عثمان لم يوثقه سوى ابن حبان وأبوه لا يعرف، وقد اتضح أن الحديث مضطرب، اختلف فيه على سليمان التميمي.
(5) سنن أبي داود برقم (3121) وسنن النسائي الكبرى برقم (10913) وسنن ابن ماجة برقم (1448).
(6) سنن الترمذي برقم (2878) ورواه الحاكم في المستدرك (2/259) من طريق حكيم بن جبير به.
(7) في أ: "سهل".
(Cool المسند (2/284) وصحيح مسلم برقم (780) وسنن الترمذي برقم (2877) وسنن النسائي الكبرى برقم (8015).
(9) في جـ: "أبي".
(10) فضائل القرآن (ص121).
(11) فضائل القرآن لأبي عبيد (ص121) وسنن النسائي الكبرى برقم (10800) والمستدرك (2/260).

في فضل فاتحة الكتاب( مختصر تفسير البغوى)

قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ : « والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها وإنها لهي السبع المثاني التي آتاني الله عز وجل » ، هذا حديث حسن صحيح (1) .
وعن ابن عباس قال : « بينا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ وعنده جبريل إذ سمع نقيضًا من فوقه ، فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال : هذا باب فتح من السماء ما فتح قط ، قال : فنزل منه ملك فأتى النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ فقال : " أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ حرفًا منهما إلا أعطيته » ، صحيح (2) .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ : « من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام » .
_________
(1) رواه الترمذي في فضائل القرآن باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب 8 / 178 - 180 ، وأحمد في المسند 2 / 412 - 413 ، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم . انظر الترغيب والترهيب للمنذري 2 / 367 ، وأخرجه المصنف في شرح السنة 4 / 446 ، 447 .
(2) رواه مسلم في صلاة المسافرين برقم ( 806 ) 1 / 554 ، والنسائي في افتتاح الصلاة 2 / 138 والمصنف في شرح السنة 4 / 466 .
وعن أبي هريرة قال : « سمعت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ يقول : " قال الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل " قال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ : " اقرؤوا يقول العبد { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } يقول الله : حمدني عبدي ، يقول العبد : { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } يقول الله : أثنى علي عبدي ، يقول العبد : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } ، يقول الله : مجدني عبدي ، يقول العبد : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، يقول الله عز وجل : هذه الآية بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، يقول العبد : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } ، يقول الله : ( فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل ) » ، صحيح (1) .
_________
(1) رواه مسلم في الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة رقم ( 395 ) 1 / 296 ، والمصنف في شرح السنة 3 / 47 .


المبحث الثاني
التفسير الاجمالي للسورة من تفسير المنتخب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

1- تبتدئ باسم الله الذى لا معبود بحق سواه ، والمتصف بكل كمال ، المنزه عن كل نقص ، وهو صاحب الرحمة الذى يفيض بالنعم جليلها ودقيقها ، عامها وخاصها ، وهو المتصف بصفة الرحمة الدائمة .
2- الثناء الجميل بكل أنواعه وعلى كل حال لله وحده ، ونثنى عليه الثناء كله لأنه منشئ المخلوقات والقائم عليها .
3- وهو صاحب الرحمة الدائمة ومصدرها ، ينعم بكل النعم صغيرها وكبيرها .
4- وهو وحده المالك ليوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة ، يتصرف فيه لا يشاركه أحد فى التصرف ولو فى الظاهر .
5- لا نعبد إلا إياك ، ولا نطلب المعونة إلا منك .
6- نسألك أن توفقنا إلى طريق الحق والخير والسعادة .
7- وهو طريق عبادك الذين وفقتهم إلى الإيمان بك ، ووهبت لهم نعمتى الهداية والرضا ، لا طريق الذين استحقوا غضبك وضلوا عن طريق الحق والخير لأنهم أعرضوا عن الإيمان بك والإذعان لهديك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elngdy.yoo7.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 372
تاريخ التسجيل : 16/10/2008
العمر : 52
الموقع : https://elngdy.yoo7.com/

  فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الكريم الوهاب حول معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية     فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Emptyالخميس ديسمبر 04, 2014 1:20 am

المبحث الأول
حول الاستعاذة وما ورد فيها من معان وأحكام

أمر الله تعالى بالاستعاذة عند أول كل قراءة فقال تعالى: " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " أي إذا أردت أن تقرأ، فأوقع الماضي موقع المستقبل كما قال الشاعر: وإني لآتيكم لذكرى الذي مضى * من الود واستئناف ما كان في غد أذاد ما يكون في غد، وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، وأن كل فعلين تقاربا في المعنى جاز تقديم أيهما شئت، كما قال تعالى: " ثم دنى فتدلى " المعنى فتدلى ثم دنى، ومثله: " اقتربت الساعة وانشق القمر " وهو كثير(  القرطبي)
أجمع العلماء على أن التعوذ ليس من القرآن ولا آية منه، وهو قول القارئ:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وهذا اللفظ هو الذي عليه الجمهور من العلماء في التعوذ
معنى الاستعاذة *
أولا : معاني المفردات
* تأويل قوله: (أَعُوذُ).
(عوذ) [ العين والواو والذال أصلٌ صحيح يدلُّ على .... الالتجاء إلى الشَّيء، ثم يُحمَل عليه كلُّ شيء لصق بشيءٍ أو لازَمَه.] 1
[ فقوله: "أعوذ" مشتق من العَوْذ، وله معنيان] 2 :
• أحدهما : [الالتجاء والاستجارة ] 3 ، و[التحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه ] 4
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى :
1- [ يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه ، وهو عياذي؛ أي ملجئي] 5.
2- وفي حديث حذيفة: [ تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً ، عُوداً ]6 بالدال ، قال ابن الأَثير: وروي [ بالذال المعجمة ]7 كأَنه استعاذ من الفتن8.
• والثاني: [ الالتصاق ] 9.
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى :
1- [ يقال: "أطيب اللحم عوذه" وهو ما التصق منه بالعظم ] 10 ، [ قال ثعلب: قلت لأَعرابي: ما أَطيب اللحم؟ قال: عُوَّذُه ] 11.
2- ويقولون لكلِّ أنثى إذا وضعت: عائذ. وتكون كذا سبعةَ أيّام ، وإنّما سمِّيت لما ذكرناه من ملازمة ولِدها إيّاها، أو ملازمتها إيّاه12.
3- وناقة عائذ: عاذ بها ولدها 13.
4- ومُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة 14.
* تأويل قوله: مِنَ الشَّيْطَانِ
الشيطان واحد الشياطين
وله ثلاثة معان :
• أولها وهو أصحها : البعيد .
مُشْتَقّ مِنْ شَطَنَ إِذَا بَعُدَ فَهُوَ بَعِيدٌ بِطَبْعِهِ عَنْ طِبَاع الْبَشَر وَبَعِيد بِفِسْقِهِ عَنْ كُلّ خَيْر 15.
ومما يدل على ذلك من كلام العرب
1- شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت.
2- ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان16:
نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ
فبانَت, والفؤادُ بها رَهِينُ
3- وبئر شطون . أي : بعيدة القعر17.
4- والشطن: الحبل؛ سمي به لبعد طرفيه وامتداده18.
• الثاني : المتمرد ، وهو قريب من الأول ، بل إن البعض يقرن بينهما
قال الطبري : والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء ، وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير19.
ومما يستدل به على هذا المعنى :
1- قول الله تَعَالَى(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)(الأنعام: من الآية112) ، فجعل من الإنس شياطينَ ، مثلُ الذي جعل من الجنّ20.
2- وَفِي مُسْنَد الْإِمَام أَحْمَد عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ يَا أَبَا ذَرّ تَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ " فَقُلْت أَوَلِلْإِنْسِ شَيَاطِين ؟ قَالَ " نَعَمْ ]21 .
3- وعن عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ [ أنه رَكِبَ بِرْذَوْنًا فَجَعَلَ يَتَبَخْتَر بِهِ فَجَعَلَ يَضْرِبهُ فَلَا يَزْدَاد إِلَّا تَبَخْتُرًا فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَان مَا نَزَلْت عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْت نَفْسِي ] إِسْنَاده صَحِيح 22.
[ فقولك "من الشيطان" أي: من كل عات متمرد من الجن والإنس، يصرفني عن طاعة ربي، وتلاوة كتابه]23 .
فـ[ مَعْنَى أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم أَيْ أَسْتَجِير بِجَنَابِ اللَّه - دون غيره من سائر خلقه - 41مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم أَنْ يَضُرّنِي فِي دِينِي أَوْ دُنْيَايَ أَوْ يَصُدّنِي عَنْ فِعْل مَا أُمِرْت بِهِ أَوْ يَحُثّنِي عَلَى فِعْل مَا نُهِيت عَنْهُ فَإِنَّ الشَّيْطَان لَا يَكُفّهُ عَنْ الْإِنْسَان إِلَّا اللَّه وَلِهَذَا أَمَرَ تَعَالَى بِمُصَانَعَةِ شَيْطَان الْإِنْس وَمُدَارَاته بِإِسْدَاءِ الْجَمِيل إِلَيْهِ لِيَرُدّهُ طَبْعه عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنْ الْأَذَى وَأَمَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِهِ مِنْ شَيْطَان الْجِنّ لِأَنَّهُ لَا يَقْبَل رِشْوَة وَلَا يُؤَثِّر فِيهِ جَمِيل لِأَنَّهُ شِرِّير بِالطَّبْعِ وَلَا يَكُفّهُ عَنْك إِلَّا الَّذِي خَلَقَهُ*





مواضع الاستعاذة وفضلها **
1-…عند تلاوة القرآن : لقول الله تعالى : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}
…(أي قل قبل القراءة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .
2-…في الصلاة قبل الفاتحة .
…كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في صلاة التهجد :
…(أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) .
…(معنى : همزه : خنقه ، ونفخه : كبره ، ونفثه : شعره) .
…ويجوز غيرها مثل : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .
3-…عند الغضب : عن سليمان بن صرد قال :
…( استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس ، فأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمرّ وجهه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم") .
4-…عند دخول الخلاء : فعن أنس قال :
…( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) .
5-…عند نباح الكلاب ، ونهيق الحمير : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم نباح الكلاب ، ونهيق الحمير بالليل ، فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنهن يرين ما لا ترون) .
6-…عند الأرق والفزع : كان صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه أن يقولوا : (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، وشر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) .
7-…عند الرقية : كان صلى الله عليه وسلم يُعوّذ الحسن والحسين ويقول : (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة ، ومن كل عين لامة) .
…(الهامة : ذات السم كالحية . اللامة : نظرة العين بسوء) .
8-…عند دخول المسجد : كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال : ( أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) .
…قال : فإذا قال ذلك : قال الشيطان : حُفظ من سائر اليوم .


:                                    الأحكام الفقهية المتعلقة بالاستعاذة**
وهي ثلاثة عشر مسألة
المسألة الأولى : مشروعية الاستعاذة عند قراءة القرآن داخل الصلاة وخارجها .
لقول الله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98)
قال الشوكاني :
فلَا شَكَّ أَنَّ الْآيَةَ تَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الِاسْتِعَاذَةِ قَبْلَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَهِيَ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ خَارِجَ الصَّلَاةِ أَوْ دَاخِلَهَا . 46
المسألة الثانية : حكم الاستعاذة ( هل هي واجبة أم مستحبة ؟)
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال :
القول الأول ، وهو الراجح إن شاء الله .
[ أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ - وغيرها- سُنَّةٌ ] 47، و[لَيْسَتْ بِفَرْضٍ ]48.
[وهو ما ذَهَبَ إليه جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ]49 ، وَبِذَلِكَ [ قال أَبُو حَنِيفَةَ ]50، وَ[الشَّافِعِيُّ]51.
قال الشافعي :
[ وَلَا آمُرُ بِهِا فِي شَيْءٍ مِنْ الصَّلَاةِ .... وَإِنْ تَرَكَها نَاسِيًا ، أَوْ جَاهِلًا ، أَوْ عَامِدًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إعَادَةٌ وَلَا سُجُودُ سَهْوٍ ، وَأَكْرَهُ لَهُ تَرْكَها عَامِدًا ، وَأُحِبُّ إذَا تَرَكَها فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ أَنْ يَقُولَها فِي غَيْرِهَا ]اهـ52 .
والدليل على ذلك :
أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُعَلِّمْهَا الْأَعْرَابِيَّ حِينَ عَلَّمَهُ الصَّلَاةَ , وَلَوْ كَانَتْ فَرْضًا لَمْ يُخْلِهِ مِنْ تَعْلِيمِهَا53 .
قال الشافعي :
وَإِنَّمَا مَنَعَنِي أَنْ آمُرَهُ أَنْ يُعِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَ رَجُلًا مَا يَكْفِيهِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ : [ كَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ ]54( قَالَ ) وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِتَعَوُّذٍ وَلَا افْتِتَاحٍ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ افْتِتَاحَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اخْتِيَارٌ وَأَنَّ التَّعَوُّذَ مِمَّا لَا يُفْسِدُ الصَّلَاةَ إنْ تَرَكَهُ55 .
القول الثاني :
أنَّ الِاسْتِعَاذَةُ تَجِبُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا 56.
وبذلك قال ابن حزم :
وَفَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُصَلٍّ أَنْ يَقُولَ إذَا قَرَأَ " أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " لَا بُدَّ لَهُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ ذَلِكَ اهـ57 .
دليلهم .
الدليل الأول : أَخْذًا بِظَاهِرِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98) وهي عامة .
الرد
أن هذا العام مخصوص بحديث الأعرابي كما تقدم ، من كلام الشافعي .
الدليل الثاني : مواظبته - صلى الله عليه وسلم - على الاستعاذة في الصلاة بعد الاستفتاح وهو ثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة والتابعين58.
الرد
أنَّ كل هذه الآثار دليل على مشروعيتها ، والمشروع يكون مستحبا ويكون واجبا .
والاستدلال به على الوجوب [ مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ السَّلَفِ ، فَقَدْ كَانُوا مُجْمِعِينَ عَلَى أَنَّهُ سُنَّةٌ ] 59.
القول الثالث ، ومن قال به :
قَالَ الإمام مَالِكٌ : لَا يَتَعَوَّذُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْفَرِيضَةِ , وَلَا التَّطَوُّعِ إلَّا فِي صَلَاةِ الْقِيَامِ فِي رَمَضَانَ , فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ بِالتَّعَوُّذِ فَقَطْ ثُمَّ لَا يَعُودَ60.
الرد عليه :
قَالَ ابن حزم : وَهَذِهِ قَوْلَةٌ لَا دَلِيلَ عَلَى صِحَّتِهَا , لَا مِنْ قُرْآنٍ , وَلَا مِنْ سُنَّةٍ صَحِيحَةٍ وَلَا سَقِيمَةٍ ; وَلَا أَثَرٍ أَلْبَتَّةَ ; وَلَا مِنْ دَلِيلِ إجْمَاعٍ , وَلَا مِنْ قَوْلِ صَاحِبٍ , وَلَا مِنْ قِيَاسٍ ; وَلَا مِنْ رَأْيٍ لَهُ وَجْهٌ اهـ 61.
المسألة الثالثة : صيغ الاستعاذة وصفة التعوذ .
للاستعاذة أربع صيغ :
أولاها وأفضلها : أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ 62 ، وَالشَّافِعِيِّ 63 ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى(فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)(النحل: من الآية98) وهو اخْتِيَارُ أَبِي عَمْرٍو ، وَعَاصِمٍ وَابْنِ كَثِيرٍ رحمهم الله64.
قال الشافعي : وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 65.
ثانيا : أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
وهي رواية عن أَحْمَدَ66 ، وهي قراءة حَفْصٌ مِنْ طَرِيقِ هُبَيْرَةَ67 ، لِـ [خَبَرِ أَبِي سَعِيد]68 وَلِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
( فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(فصلت: من الآية36)وَهَذَا مُتَضَمِّنٌ لَزِيَادَةٍ.
ثالثا : أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
وهي رواية أيضا عن أحمد69 ، وَاخْتِيَارُ نَافِعٍ ، وَابْنِ عَامِرٍ ، وَالْكِسَائِيِّ70 ، لقوله تعالى (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(فصلت: من الآية36)
رابعا : أَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
وهو وَاخْتِيَارُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ ، ومُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ71 ، لظاهر قوله (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) (النحل: من الآية98)
قال ابن قدامه : وَهَذَا كُلُّهُ وَاسِعٌ , وَكَيْفَمَا اسْتَعَاذَ فَهُوَ حَسَنٌ اهـ 72.
قال الشافعي : وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَأَيُّ كَلَامٍ اسْتَعَاذَ بِهِ أَجْزَأَهُ اهـ 73.
المسألة الرابعة : هل يستعذ قبل القراءة أم بعدها ؟ (زمن الاستعاذة )
لِلْقُرَّاءِ وَالْفُقَهَاءِ فِي مَحَلِّ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ الْقِرَاءَةِ ثَلَاثَةُ أقوال :
أصحها : أَنَّهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ , وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ , وَذَكَرَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ , وَنَفَى صِحَّةَ الْقَوْلِ بِخِلَافِهِ .
وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِـ
بمَا رَوَاهُ أَئِمَّةُ الْقُرَّاءِ مُسْنَدًا عَنْ نَافِعٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ [ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ : أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ]74. وقد دَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ التَّقْدِيمَ هُوَ السُّنَّةُ .
فقد ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ السَّلَفِ ... الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ .
واَلَّذِينَ نَقَلُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام ذَكَرُوا تَعَوُّذَهُ بَعْدَ الِافْتِتَاحِ قَبْلَ الْقِرَاءَة ِ 75.
والِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِنَفْيِ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج:52)
فَإِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ بِتَقْدِيمِ الِاسْتِعَاذَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ 76.
أما [قَوْلُ مَنْ قَالَ : الِاسْتِعَاذَةُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الْقِرَاءَةِ شَاذٌّ ] 77وهذا القول مَنْسُوبٌ إلَى مَالِكٍ 78.
واستدلوا بِظَاهِرِ الْآيَةِ { فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ } . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ , وَالْفَاءُ هُنَا لِلتَّعْقِيبِ .
قال ابن العربي : انْتَهَى الْعِيُّ بِقَوْمٍ إلَى أَنْ قَالُوا : إنَّ الْقَارِئَ إذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ حِينَئِذٍ يَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .... 79
وَمِنْ أَغْرَبِ مَا وَجَدْنَاهُ قَوْلُ مَالِكٍ فِي الْمَجْمُوعَةِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ } الْآيَةَ قَالَ : ذَلِكَ بَعْدَ قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ لِمَنْ قَرَأَ فِي الصَّلَاةِ , وَهَذَا قَوْلٌ لَمْ يَرِدْ بِهِ أَثَرٌ , وَلَا يُعَضِّدُهُ نَظَرٌ ..... وَلَوْ كَانَ هَذَا كَمَا قَالَ بَعْضُ النَّاسِ إنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ لَكَانَ تَخْصِيصُ ذَلِكَ بِقِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ دَعْوَى عَرِيضَةً لَا تُشْبِهُ أُصُولَ مَالِكٍ , وَلَا فَهْمَهُ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِسِرِّ هَذِهِ الرِّوَايَةِ 80.
قَالَ الجصاص: قَوْلُهُ : { فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ } يَقْتَضِي ظَاهِرُهُ أَنْ تَكُونَ الِاسْتِعَاذَةُ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ , كَقَوْلِهِ : { فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا }اهـ81 .
لِأَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ ، وَلَكِنَّ هَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ ; لِأَنَّ هَذِهِ الْفَاءَ ... لِلْحَالِ كَمَا يُقَالُ :
إذَا دَخَلْتَ عَلَى السُّلْطَانِ فَتَأَهَّبْ . أَيْ : إذَا أَرَدْتَ الدُّخُولَ عَلَيْهِ فَتَأَهَّبْ 82.
وَقَدْ جَرَتْ الْعَادَةُ بِإِطْلَاقِ مِثْلِهِ ، وَالْمُرَادُ إذَا أَرَدْت ذَلِكَ
كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا } .
وَقَوْلِهِ : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنْ تَسْأَلَهَا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ بَعْدَ سُؤَالٍ مُتَقَدِّمٍ .
وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى : { إذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً }83.
كَمَا قَالَ : { إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلَاةِ } مَعْنَاهُ , إذَا أَرَدْتُمْ الْقِيَامَ إلَى الصَّلَاةِ , وَكَقَوْلِهِ : إذَا أَكَلْت فَسَمِّ اللَّهَ ; مَعْنَاهُ : إذَا أَرَدْت الْأَكْلَ 84.
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ { فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ } مَعْنَاهُ : إذَا قَرَأْت فَقَدِّمْ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ , وَحَقِيقَةُ مَعْنَاهُ : إذَا أَرَدْت الْقِرَاءَةَ فَاسْتَعِذْ .
وَكَقَوْلِ الْقَائِلِ : إذَا قُلْت فَاصْدُقْ وَإِذَا أَحْرَمْت فَاغْتَسِلْ يَعْنِي قَبْلَ الْإِحْرَامِ , وَالْمَعْنَى فِي جَمِيعِ ذَلِكَ إذَا أَرَدْت ذَلِكَ كَذَلِكَ .
قَوْلُهُ : { فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ } مَعْنَاهُ : إذَا أَرَدْت قِرَاءَتَهُ 85.
وهناك قول ثالث وهو :
أن الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَبَعْدَهَا , ذَكَرَهُ الْإِمَامُ الرَّازِيَّ 86، وَنَفَى ابْنُ الْجَزَرِيِّ الصِّحَّةَ عَمَّنْ نُقِلَ عَنْهُ أَيْضًا 87.
المسألة الخامسة : التعوذ بعد الاستفتاح وليس قبله
قد جاءت النصوص مصرحة بأن التعوذ بعد دعاء الاستفتاح
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [ أَنَّهُ كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ اسْتَفْتَحَ ثُمَّ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ (هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ )88 ] 89 .
وَقَالَ الْأَسْوَدُ : رَأَيْت عُمَرَ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ يَقُولُ : سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك , وَتَبَارَكَ اسْمُك , وَتَعَالَى جَدُّك , وَلَا إلَه غَيْرُك , ثُمَّ يَتَعَوَّذُ 90.
المسألة السادسة : هل يتعوذ في الركعة الأولى فقط ، أم يتعوذ في كل ركعة ؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين :
القول الأول وهو الأرجح :
[أن التَّعَوُّذُ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ خَاصَّةً ]91، [وأَنَّهَا تَخْتَصُّ بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى ]92.
وهو رواية عن أحمد 93 ، وهو قول ابن حزم 94 ، وهو ما رجحه ابن القيم ، وابن حجر والشوكاني ، كما سيأتي .
وهو ما رجحه الزيلعي في نصب الراية 95.
وعَلَى هَذا ، فإذَا تَرَكَ الِاسْتِعَاذَةَ فِي الْأُولَى لِنِسْيَانٍ أَوْ غَيْرِهِ , أَتَى بِهَا فِي الثَّانِيَةِ 96.
والدليل على ذلك :
ما رواه مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : [ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا نَهَضَ مِنْ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , وَلَمْ يَسْكُتْ ]97 . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْتَعِيذُ 98.
ولأَنَّ الصَّلَاةَ جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ فَالْقِرَاءَةُ فِيهَا كُلِّهَا كَالْقِرَاءَةِ الْوَاحِدَةِ 99.
قال الشوكاني : وَالْحَدِيثُ100 يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ السَّكْتَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ , وَكَذَلِكَ عَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ التَّعَوُّذِ فِيهَا وَحُكْمُ مَا بَعْدَهَا مِنْ الرَّكَعَاتِ حُكْمُهَا , فَتَكُونُ السَّكْتَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ مُخْتَصَّةً بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى , وَكَذَلِكَ التَّعَوُّذُ قَبْلَهَا 101، وَقَدْ رَجَّحَ صَاحِبُ الْهَدْيِ102 الِاقْتِصَارَ عَلَى التَّعَوُّذِ فِي الْأَوَّلِ لِهَذَا الْحَدِيثِ اهـ103
القول الثاني : يَسْتَعِيذُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ .
وهذا هو قول ، أبي حنيفة 104، والشَّافِعِيِّ 105 ، والرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ عن أحمد 106.
دليلهم
الدليل الأول : قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } . فَيَقْتَضِي ذَلِكَ تَكْرِيرَ الِاسْتِعَاذَةِ عِنْدَ تَكْرِيرِ الْقِرَاءَةِ .
الرد عليه
قال ابن حجر في التلخيص107 :
اُشْتُهِرَ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَّعَوُّذُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى , وَلَمْ يَشْتَهِرْ فِي سَائِرِ الرَّكَعَاتِ ، أَمَّا اشْتِهَارُهُ فِي الْأُولَى فَمُسْتَفَادٌ مِنْ الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَأَمَّا عَدَمُ شُهْرَةِ تَعَوُّذِهِ فِي بَاقِي الرَّكَعَاتِ فَإِنَّمَا لَمْ يُذْكَرْ فِي الْأَحَادِيثِ الْمَذْكُورَةِ، لِأَنَّهَا سِيقَتْ فِي دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ .
وَعُمُومُ قَوْلِهِ : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ } يَقْتَضِي الِاسْتِعَاذَةَ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ فِي ابْتِدَاءِ الْقِرَاءَةِ 108.
قال الشوكاني : الْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي التَّعَوُّذِ لَيْسَ فِيهَا إلَّا أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى اهـ109.
الدليل الثاني : وَلِأَنَّهَا مَشْرُوعَةٌ لِلْقِرَاءَةِ , فَتُكَرَّرُ بِتَكَرُّرِهَا , كَمَا لَوْ كَانَتْ فِي صَلَاتَيْنِ 110.
الرد عليه
قال السرخسي :
وَهَذَا فَاسِدٌ فَإِنَّ الصَّلَاةَ وَاحِدَةٌ فَكَمَا لَا يُؤْتِي لَهَا إلَّا بِتَحْرِيمَةٍ وَاحِدَةٍ فَكَذَا التَّعَوُّذُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ111 .
المسألة السابعة : هل يتعوذ للسورة التي بعد الفاتحة ؟
قال ابن حزم 112:
وَلَيْسَ عَلَى الْإِمَامِ وَالْمُنْفَرِدِ أَنْ يَتَعَوَّذَا لِلسُّورَةِ الَّتِي مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ ; لِأَنَّهُمَا قَدْ تَعَوَّذَا إذْ قَرَآ . وَمَنْ اتَّصَلَتْ قِرَاءَتُهُ فَقَدْ تَعَوَّذَ كَمَا أُمِرَ , وَلَوْ لَزِمَهُ تَكْرَارُ التَّعَوُّذِ لَمَا كَانَ لِذَلِكَ غَايَةٌ إلَّا بِدَعْوَى كَاذِبَةٍ , فَإِنْ قَطَعَ الْقِرَاءَةَ قَطْعَ تَرْكٍ أَوْ أَرَادَ أَنْ يَبْتَدِئَ قِرَاءَةً فِي رَكْعَةٍ أُخْرَى تَعَوَّذَ - كَمَا أُمِرَ - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ اهـ113.
المسألة الثامنة : هل يسر بالاستعاذة أم يجهر؟
قال السرخسي :
يَتَعَوَّذُ الْمُصَلِّي فِي نَفْسِهِ إمَامًا كَانَ أَوْ مُنْفَرِدًا ; لِأَنَّ الْجَهْرَ بِالتَّعَوُّذِ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوْ كَانَ يَجْهَرُ بِهِ لَنُقِلَ نَقْلًا مُسْتَفِيضًا .
وَاَلَّذِي رُوِيَ عَنْ عُمَرَ - رضي الله تعالى عنه - أَنَّهُ جَهَرَ بِالتَّعَوُّذِ تَأْوِيلُهُ أَنَّهُ كَانَ وَقَعَ اتِّفَاقًا لَا قَصْدًا أَوْ قَصَدَ تَعْلِيمَ السَّامِعِينَ أَنَّ الْمُصَلِّيَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَوَّذَ كَمَا نُقِلَ عَنْهُ الْجَهْرُ بِثَنَاءِ الِافْتِتَاحِ اهـ114.
قال ابن قدامة :
وَيُسِرُّ الِاسْتِعَاذَةَ , وَلَا يَجْهَرُ بِهَا , لَا أَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا اهـ 115.
قال ابن تيمية :
فِي رَجُلٍ يَؤُمُّ النَّاسَ , وَبَعْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ يَجْهَرُ بِالتَّعَوُّذِ , ثُمَّ يُسَمِّي وَيَقْرَأُ , وَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ ؟
الْجَوَابُ : إذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَحْيَانًا لِلتَّعْلِيمِ وَنَحْوِهِ , فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ , كَمَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَجْهَرُ بِدُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ مُدَّةً , وَكَمَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَجْهَرَانِ بِالِاسْتِعَاذَةِ أَحْيَانًا .
وَأَمَّا الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْجَهْرِ بِذَلِكَ فَبِدْعَةٌ , مُخَالِفَةٌ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَجْهَرُونَ بِذَلِكَ دَائِمًا , بَلْ لَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ جَهَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ116.
المسألة التاسعة : هل يتعوذ المأموم ؟
قال ابن قدامة :
إنْ كَانَ فِي حَقِّهِ قِرَاءَةٌ مَسْنُونَةٌ , وَهُوَ فِي الصَّلَوَاتِ الَّتِي يُسِرُّ فِيهَا الْإِمَامُ , أَوْ الَّتِي فِيهَا سَكَتَاتٌ يُمْكِنُ فِيهَا الْقِرَاءَةُ , اسْتَفْتَحَ الْمَأْمُومُ وَاسْتَعَاذَ , وَإِنْ لَمْ يَسْكُتْ أَصْلًا , فَلَا يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْتَعِيذُ , وَإِنْ سَكَتَ قَدْرًا يَتَّسِعُ لِلِافْتِتَاحِ فَحَسْبُ , اسْتَفْتَحَ وَلَمْ يَسْتَعِذْ .
قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ : قُلْت لِأَحْمَدَ : سُئِلَ سُفْيَانُ أَيَسْتَعِيذُ الْإِنْسَانُ خَلْفَ الْإِمَامِ ؟ قَالَ : إنَّمَا يَسْتَعِيذُ مَنْ يَقْرَأُ . قَالَ أَحْمَدُ : صَدَقَ .
وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا : إنْ كَانَ مِمَّنْ يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } .
وَذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ فِيهِ رِوَايَاتٌ أُخْرَى , أَنَّهُ يَسْتَفْتِحُ وَيَسْتَعِيذُ فِي حَالِ جَهْرِ الْإِمَامِ ; لِأَنَّ سَمَاعَهُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ قَامَ مَقَامَ قِرَاءَتِهِ , بِخِلَافِ الِاسْتِفْتَاحِ وَالِاسْتِعَاذَةِ . وَالصَّحِيحُ مَا ذَكَرْنَاه اهـ117.
المسألة العاشرة : هل يستعيذ المسبوق؟
قال ابن قدامة :
وَالْمَسْبُوقُ إذَا أَدْرَكَ الْإِمَامَ فِيمَا بَعْدَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى لَمْ يَسْتَفْتِحْ , وَأَمَّا الِاسْتِعَاذَةُ , فَإِنْ قُلْنَا : تَخْتَصُّ بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى . لَمْ يَسْتَعِذْ .... نَصَّ عَلَى هَذَا أَحْمَدُ .
وَإِنْ قُلْنَا : يَسْتَعِيذُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ . اسْتَعَاذَ ; لِأَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ فِي أَوَّلِ قِرَاءَةِ كُلِّ رَكْعَةٍ , فَإِذَا أَرَادَ الْمَأْمُومُ الْقِرَاءَةَ اسْتَعَاذَ ; لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } اهـ 118.
المسألة الحادية عشر : إِنْ شَرَعَ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الِاسْتِعَاذَةِ .
قال ابن قدامة :
وَإِنْ شَرَعَ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الِاسْتِعَاذَةِ , لَمْ يَأْتِ بِهَا فِي تِلْكَ الرَّكْعَةِ ; لِأَنَّهَا سُنَّةٌ فَاتَ مَحِلُّهَا اهـ 119.
المسألة الثانية عشر : هل يتعوذ إذا قطع القراءة ؟
قال ابن مفلح :
إِنْ قَطَعَهَا قَطْعُ تَرْكٍ وَإِهْمَالٍ عَلَى أَنَّهُ لَا يَعُودُ إلَيْهَا أَعَادَ التَّعَوُّذَ إذَا رَجَعَ إلَيْهَا , وَإِنْ قَطَعَهَا بِعُذْرٍ عَازِمًا عَلَى إتْمَامِهَا إذَا زَالَ عُذْرُهُ كَفَاهُ التَّعَوُّذُ الْأَوَّلُ , وَإِنْ تَرَكَهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فَيَتَوَجَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِهَا ثُمَّ يَقْرَأُ ; لِأَنَّ وَقْتَهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِلِاسْتِحْبَابِ فَلَا يَسْقُطُ بِتَرْكِهَا إذَنْ ; وَلِأَنَّ الْمَعْنَى يَقْتَضِي ذَلِكَ , أَمَّا لَوْ تَرَكَهَا حَتَّى فَرَغَ سَقَطَتْ لِعَدَمِ الْقِرَاءَةِ اهـ120.
وفي الموسوعة الفقهية :
إذَا قَطَعَ الْقَارِئُ الْقِرَاءَةَ لِعُذْرٍ , مِنْ سُؤَالٍ أَوْ كَلَامٍ يَتَعَلَّقُ بِالْقِرَاءَةِ , لَمْ يُعِدْ التَّعَوُّذَ لِأَنَّهَا قِرَاءَةٌ وَاحِدَةٌ . وَفِي
( مَطَالِبِ أُولِي النُّهَى ) : الْعَزْمُ عَلَى الْإِتْمَامِ بَعْدَ زَوَالِ الْعُذْرِ شَرْطٌ لِعَدَمِ الِاسْتِعَاذَةِ ، أَمَّا إذَا كَانَ الْكَلَامُ أَجْنَبِيًّا , أَوْ كَانَ الْقَطْعُ قَطْعَ تَرْكٍ وَإِهْمَالٍ فَإِنَّهُ يُعِيدُ التَّعَوُّذَ , قَالَ النَّوَوِيُّ : يُعْتَبَرُ السُّكُوتُ وَالْكَلَامُ الطَّوِيلُ سَبَبًا لِلْإِعَادَةِ اهـ 121.




معني البسملة**

قوله تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم }: الجار والمجرور متعلق بمحذوف؛ وهذا المحذوف يقَدَّر فعلاً متأخراً مناسباً؛ فإذا قلت: "باسم الله" وأنت تريد أن تأكل؛ تقدر الفعل: "باسم الله آكل"..
قلنا: إنه يجب أن يكون متعلقاً بمحذوف؛ لأن الجار والمجرور معمولان؛ ولا بد لكل معمول من عامل..
وقدرناه متأخراً لفائدتين:
الفائدة الأولى: التبرك بتقديم اسم الله عزّ وجل.
والفائدة الثانية: الحصر؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر، كأنك تقول: لا آكل باسم أحد متبركاً به، ومستعيناً به، إلا باسم الله عزّ وجلّ.
وقدرناه فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال . وهذه يعرفها أهل النحو؛ ولهذا لا تعمل الأسماء إلا بشروط
وقدرناه مناسباً؛ لأنه أدلّ على المقصود؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من لم يذبح فليذبح باسم الله"(3) . أو قال صلى الله عليه وسلم "على اسم الله"(4) : فخص الفعل..
و{ الله }: اسم الله رب العالمين لا يسمى به غيره؛ وهو أصل الأسماء؛ ولهذا تأتي الأسماء تابعة له..
و{ الرحمن } أي ذو الرحمة الواسعة؛ ولهذا جاء على وزن "فَعْلان" الذي يدل على السعة..
و{ الرحيم } أي الموصل للرحمة من يشاء من عباده؛ ولهذا جاءت على وزن "فعيل" الدال على وقوع الفعل
فهنا رحمة هي صفته . هذه دل عليها { الرحمن }؛ ورحمة هي فعله . أي إيصال الرحمة إلى المرحوم . دلّ عليها { الرحيم }..
و{ الرحمن الرحيم }: اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى الأثر: أي الحكم الذي تقتضيه هذه الصفة..
والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية دلّ عليها السمع، والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتاب، والسنّة من إثبات الرحمة لله . وهو كثير جداً؛ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة الله..
هذا وقد أنكر قوم وصف الله تعالى بالرحمة الحقيقية، وحرّفوها إلى الإنعام، أو إرادة الإنعام، زعماً منهم أن العقل يحيل وصف الله بذلك؛ قالوا: "لأن الرحمة انعطاف، ولين، وخضوع، ورقة؛ وهذا لا يليق بالله عزّ وجلّ"؛ والرد عليهم من وجهين:.
الوجه الأول: منع أن يكون في الرحمة خضوع، وانكسار، ورقة؛ لأننا نجد من الملوك الأقوياء رحمة دون أن يكون منهم خضوع، ورقة، وانكسار..
الوجه الثاني: أنه لو كان هذا من لوازم الرحمة، ومقتضياتها فإنما هي رحمة المخلوق؛ أما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي تليق بعظمته، وجلاله، وسلطانه؛ ولا تقتضي نقصاً بوجه من الوجوه..
ثم نقول: إن العقل يدل على ثبوت الرحمة الحقيقية لله عزّ وجلّ، فإن ما نشاهده في المخلوقات من الرحمة بَيْنها يدل على رحمة الله عزّ وجلّ؛ ولأن الرحمة كمال؛ والله أحق بالكمال؛ ثم إن ما نشاهده من الرحمة التي يختص الله بها . كإنزال المطر، وإزالة الجدب، وما أشبه ذلك . يدل على رحمة الله..
والعجب أن منكري وصف الله بالرحمة الحقيقية بحجة أن العقل لا يدل عليها، أو أنه يحيلها، قد أثبتوا لله إرادة حقيقية بحجة عقلية أخفى من الحجة العقلية على رحمة الله، حيث قالوا: إن تخصيص بعض المخلوقات بما تتميز به يدل عقلاً على الإرادة؛ ولا شك أن هذا صحيح؛ ولكنه بالنسبة لدلالة آثار الرحمة عليها أخفى بكثير؛ لأنه لا يتفطن له إلا أهل النباهة؛ وأما آثار الرحمة فيعرفه حتى العوام، فإنك لو سألت عامياً صباح ليلة المطر: "بِمَ مطرنا؟"، لقال: "بفضل الله، ورحمته"..
مسألة:
هل البسملة آية من الفاتحة؛ أو لا؟
في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة..
أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: { مالك يوم الدين } قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: { إياك نعبد وإياك نستعين } قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم }... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل"(1) ؛ وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي  صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول قراءة، ولا في آخرها"(2) : والمراد لا يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها..
أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآية على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: { إياك نعبد وإياك نستعين } وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن { الحمد لله رب العالمين }: واحدة؛ { الرحمن الرحيم }: الثانية؛ { مالك يوم الدين }: الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ { إياك نعبد وإياك نستعين }: الرابعة . يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ { اهدنا الصراط المستقيم } للعبد؛ { صراط الذين أنعمت عليهم } للعبد؛ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } للعبد..
فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد . وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه . وهي الرابعة الوسطى..
ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل..
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة . كما أن البسملة ليست من بقية السور(انتهى كلامه رحمه الله)

مواضع "بسم الله" وفضلها **
1-…عند الوضوء :
…قال صلى الله عليه وسلم : (لا صلاة لم لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) . "رواه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي وقال ابن كثير : إنه حديث حسن"
2-…تُذكر عند الذبح وعند الاصطياد :
…أ-…قال الله تعالى : {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}
…ب-…وقال الله تعالى : {فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ} .
ج-…سأل عدي بن حاتم الطائي النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم الصيد بالكلب إذا وجد مع كلبه كلباً آخر : "لا أدري أيهما قتله ؟ " فقال : ( لا تأكل ، فإنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره) .
3-…عند ابتداء الطعام والشراب :
…قال عمر بن أبي سلمة : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكانت يدي تطيش في الصحفة ، فقال : ( يا غلام سَمَ الله ، وكُلْ بيمينك ، وكُل مما يليك) .
4-…للرقية من الوجع والمرض :
أ-…شكا عثمان بن أبي العاص الثقفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم :
…فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك الذي تألم من جسدك ، وقل "بسم الله" ثلاثاً وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) .
ب-…عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا محمد ، اشتكيت ؟ فقال : نعم ، قال : بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك) .
5-…عند دخول المسجد والخروج منه ، فعن أنس قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال : بسم الله ، اللهم صل على محمد اللهم أفتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج قال : بسم الله ، اللهم صل على محمد اللهم أفتح لي أبواب فضلك) .
6-…عن إتيان الرجل امرأته :
…عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : "بسم الله" اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً) .
7-…كلما أصبح وكلما أمسى :
…عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : " بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شئ) .
8-…التسمية على مرافق البيت عند النوم :
…عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ، فاغلقوا الأبواب وأذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، وأوكلوا قربكم وأذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم وأذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئاً ، وأطفئوا مصابيحكم) .
9-…عند الخروج من المنزل وعند الدخول :
أ-…عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال حينئذ ، هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين) .
ب-…عن جابر بن عبدالله ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله ، قال الشيطان أدركتم البيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء) .
10-…عند ركوب الدابة أو السيارة أو الطائرة أو الباخرة :
…كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ركب دابة قال : بسم الله ، الحمد لله {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} .
11-…وتذكر البسملة كاملة في موضعين هما :
…أ-…عند التلاوة (بسم الله الرحمن الرحيم) .
……في بداية السور ، سواء كان في الصلاة أو خارج الصلاة .
ب-…عند كتابة الرسائل : ودليله قوله تعالى : {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .
…كما افتتح الرسول صلى الله عليه وسلم رسالته التي بعثها إلى هرقل ملك الروم ( بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين) .














الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elngdy.yoo7.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 372
تاريخ التسجيل : 16/10/2008
العمر : 52
الموقع : https://elngdy.yoo7.com/

  فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الكريم الوهاب حول معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية     فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Emptyالخميس ديسمبر 04, 2014 1:21 am


معني الحمد لله رب العالمين**
(الحمد لله) الشكر له خالصاً دون سائر ما يُعبد من دونه ، ودون كل ما برأ من خلقه بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ، ولا يحيط بعددها غيره أحد من غير استحقاق منهم ذلك عليه ، فلربنا الحمد على ذلك أولاً وآخراً .
والألف واللام في الحمد ، لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى : كما جاء في الحديث :
(اللهم لك الحمد كله ، ولك الملك كله ، وبيدك الخير كله ، وإليك يرجع الأمر كله) .
(رب العالمين) : الرب : هو المالك المنتصرف ، ولا يقال : ( الرب ) معرفاً بالألف واللام إلا لله تعالى ، ولا يجوز استعمال كلمة الرب لغير الله إلا بالإضافة ... فنقول : رب الدار ، ورب السيف ، وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل .
(العالمين) : جمع عالم ، وهو كل موجود سوى الله جل وعلا ، والعالَم جمع لا واحد له من لفظه ، والعوالم أصناف المخلوقات في السموات والأرض في البر والبحر ، فالإنس عالّم ، والجن عالّم ، والملائكة عالّم ..
وهكذا قال بشر بن عمارة بسنده عن ابن عباس : {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الحمد لله الذي له الخلق كله في السموات والأرض وما فيهن وما بينهن مما نعلم ومما لا نعلم .
وقال ابن جرير رحمه الله : (الحمد لله) : ثناء أثنى به على نفسه ، وفي ضمنه أمر عبادة أن يثنوا عليه ، فكأنه قال : قولوا الحمد لله .
قال : وقد قيل : إن قول القائل : " الحمد لله " ثناء عليه بأسمائه وصفاته الحسنى ، وقوله : "الشكر لله" ثناء عليه بنعمه وأياديه .
من هداية الآية :
1-…الحمد يكون لله فقط ولا يكون لغيره ، لأنه رب العالمين .
2-…أما الشكر فيكون لله ولغيره ، قال الله تعالى :
…{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} .
3-…في الآية توحيد الرب الذي كان يعترف به المشركون : قال تعالى عن المشركين :
…{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} .
…فالمشركون اعترفوا بأن الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، كما اعترفوا بأن الله خالقهم ، ولكن هذا الاعتراف لم يستفيدوا منه ، لأنهم أشركوا بالله حينما دعوا وعبدوا غيره .
فضل "الحمد لله" ومواضعها :
1-…بعد الأكل والشرب : لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
أ-…(إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها) .
ب-…وقال صلى الله عليه وسلم : (من أكل طعاماً فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غُفر له ما تقدم من ذنبه) .
2-…عند النوم : عن أنس رضي الله عنه :
…أ-…أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال :
……الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى).
…ب-…وعن علي رضي الله عنه :
…أن فاطمة رضي الله عنها شكت ما تلقى في يدها من الرحى ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بسبى (عبيد) فانطلقت ، فلم تجده ، فوجدت عائشة فأخبرتها .
…فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجئ فاطمة ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبت لأقوم ، فقال : ( على مكانكما) فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، وقال :
( ألا أعلمكما خيراً مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما : فكبرا أربعاً وثلاثين ، وسبحا ثلاثاً وثلاثين ، وأحمدا ثلاثاً وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم) . ويجوز أن يقال قبل النوم :
(سبحان الله 33) و ( الحمد لله 33) و (الله أكبر 33) .
3-…عند الاستيقاظ من النوم : عن حذيفة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول : ( باسمك اللهم أحيا وأموت) .
…وإذا استيقظ قال : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور) .
4-…عند العطاس : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا عطس أحدكم فليقل "الحمد لله" وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم) .
5-…عند رؤية مبتلى : عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
…( من رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ، إلا عوفي من ذلك البلاء كائناً ما كان ما عاش) .
6-…بعد الرفع من الركوع : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده ، فقولوا : " ربنا ولك الحمد" فإنه من وافق قوله قوللملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه) .
7-…بعد الصلاة : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
…( من سبح الله في دُبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين ، وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك الله ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير ، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) . "دبر كل صلاة : بعد كل صلاة"
8-…عند الاستيقاظ من النوم ليلاً : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
…(من تعارّ من الليل (أي استيقظ) فقال : لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير ، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم أغفر لي ، فإن دعا استجيب له ، فإن توضأ وصلى قُبلت صلاته) .انتهى


معني مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات، وأضاف الملك ليوم الدين، وهو يوم القيامة، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم، خيرها وشرها، لأن في ذلك اليوم، يظهر للخلق تمام الظهور، كمال ملكه وعدله وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق. حتى [إنه] يستوي في ذلك اليوم، الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
كلهم مذعنون لعظمته، خاضعون لعزته، منتظرون لمجازاته، راجون ثوابه، خائفون من عقابه، فلذلك خصه بالذكر، وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.**
                     إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ  **
1-…{إِيَّاكَ} مفعول قدم للحصر ، ليحصر مراد المتكلم فيما يريد أن يفصح عنه .
2-…{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك ، وهذا هو كمال الطاعة ، والعبادة في اللغة من الذلة ، يقال : طريق معبد ، وبعير معبد ، أي مذلل ، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف ، وهي خاصة بالله سبحانه وتعالى .
3-…قال بعض السلف : الفاتحة سر القرآن وسرها - أي الفاتحة - هذه الكلمة :
…{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
…فالأول أي : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تبرؤ من الشرك .
…والثاني أي : {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تبرؤ من الحول والطول والقوة ، والتفويض إلى الله عز وجل .
4-…في هذه الآية : تحول الكلام من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب بكاف الخطاب بقوله {إِيَّاكَ} وذلك مناسب ، لأن العبد لما حمد الله وأثنى عليه ومجده وتبرأ من عبادة غيره ، ومن الاستعانة بسواه ، فكأنه اقترب من الله عز وجل ، وأصبح حاضراً بين يديه تعالى ، فناسب أن يخاطبه بكاف الخطاب بقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
…وقال ابن عباس رضي الله عنهما :
…{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} إياك نوحد ونخاف ونرجوا يا ربنا لا غيرك .
…{وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على طاعتك ، وعلى أمرنا كلها .
…وقدم : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} على {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} لأن العبادة هي الغاية ، والاستعانة هي الوسيلة إليها - ابن كثير- .
…قال ابن القيم في مدارج السالكين : وسر الخلق ، والكتب والشرائع ، والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين ، وعليهما مدار العبودية والتوحيد ، حتى قيل : أنزل الله مائة كتابة وأربعة : جمع معانيها في التوراة والإنجيل ، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن في الفاتحة في : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
من هداية الآية :
1-…ذكر علماء اللغة العربية أن الله تعالى قدم المفعول به (إياك) على الفعل (نعبد) و (نستعين) ليخص العبادة والاستعانة به وحده ، ويحصرها فيه دون سواه ، فيكون معناها : (نخصك بالعبادة والاستعانة وحدك) أو :
…( لا نعبد إلا إياك ، ولا نستعين إلا بك يا الله) .
…وأركان العبادة : الإخلاص والمحبة والرجاء والخوف ، وعبادة الله وحده بما شرعه الله ، حسب هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2-…معنى العبادة والاستعانة في قوله تعالى :
…{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} :
…{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} إياك نوحد ونخاف ونرجو .
…{وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على طاعتك .
…قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
3-…إن العبادة في هذه الآية تعم جميع العبادات كلها ، مثل الصلاة ، والذبح ، والنذر ، ولا سيما الدعاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة) .
…فكما أن الصلاة عبادة لا تجوز لرسول ، ولا لولي ، فكذلك الدعاء عبادة ، فهو لله وحده لا لغيره .
…{قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} . ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله) .
…يقول الإمام النووي في تفسير هذا الحديث ما خلاصته : إذا طلبت الإعانة على أمر من أمور الدنيا والآخرة ، فاستعن بالله ، ولا سيما في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله : كشفاء المرض ، وطلب الرزق والهداية ، فهي مما اختص الله بها وحده ، قال تعالى : {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} .
4-…وأما الاستعانة بالأحياء الحاضرين فيما يقدرون عليه من مداواة مريض ، أو بناء مسجد ، وغير ذلك فهي جائزة لقوله تعالى : {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) .
…ومن أمثلة الاستعانة الجائزة قول الله في طلب ذي القرنين من قومه:{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} .
5-…إن هذه الآية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} التي يكررها المسلم عشرات المرات في الصلاة هي خلاصة سورة الفاتحة ، وهي أعظم سورة في القرآن .
6-…في الآية توحيد العبادة لله الذي دعت إليه جميع الرسل ، قال تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} . - والطاغوت : كل ما عُبد من دون الله برضاه - .
                                                 مفهوم العبادة **
مفهوم العبادة في الإسلام : العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة . وهي تتضمن غاية الذل والحب . إذ تتضمن غاية الذل لله تعالى مع المحبة له وهذا ا المدلول الشامل للعبادة في الإسلام هو مضمون دعوة الرسل عليهم السلام جميعا وهو ثابت من ثوابت رسالاتهم عبر التاريخ فما من نبي إلا أمر قومه بالعبادة ، قال الله تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }
شمول العبادة :
شمول العبادة للحياة كلها : بناء على مفهوم العبادة في الإسلام يتضح لنا أن الحياة كلها يمكن أن تكون مسرحا للعبادة ما دام غايتها إرضاء الله تعالى بفعل الخير والكف عن الشر وبيان ذلك كما يلي :
1- إن الأعمال الصالحة عموما والتي لم تصبغ بصيغة تعبدية بحتة يمكن أن تتحول إلى عبادة وذلك بإصلاح النية لله تعالى وابتغاء مرضاته بذلك الفعل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل سلامى من الناس عليه صدقه : كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين اثنين صدقة ويعين الرجل في دابته فيحمله أو يرفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة ) .
2- إن عمل الإنسان في أمور معاشه عبادة : شروط تحول هذه الأعمال إلى عبادة :
فقد رأى الصحابة رجلا فعجبوا من جلده ونشاطه فقالوا لو كان هذا في سبيل الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن كان يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وإن كان يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان)
3- إن الأعمال الغريزية يمكن أن تصبح عبادة بالنية الصالحة قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل يأتي شهوته من امرأته قال : (وفي بضع أحدكم صدقة)
وكذلك الحال في الأكل والشرب إن قصد بهما التقوي على طاعة الله تعالى ، ويشترط لجميع هذه الأعمال حتى تصبح عبادات يثاب عليها أن تتوفر فيها الشروط التالية :
أ- أن تصاحب جميع هذه الأعمال النية الصالحة قال صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)
ب- أن يكون العمل مباحا في ذاته أما إذا كان منهيا عنه فإن فاعله يأثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا)
ت- أن يؤدي ذلك العمل بإتقان وإحسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن الله كتب الإحسان على كل شيء) (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )
ث- أن يراعى فيه الضوابط الشرعية فيجتنب فيه الغش والظلم والفحش لقوله صلى الله عليه وسلم(من غشنا ليس منا) وقال الله تعالى { وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }
ج- ألا يشغله ذلك عن واجب ديني قال الله تعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ }
الغاية من العبادة :
إن الباعث الأساسي للعبادة هو استحقاق الله تعالى لذلك فنحن نعبد الله جل وعلا لأنه مستحق للعبادة تحقيقا للغاية التي من أجلها خلق الإنس والجن كما قال الله تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } فهو المستحق الوحيد للعبادة لعموم سلطانه على الكون وعظيم فضله على الخلق أجمعين . ومع ذلك يجب أن نعلم أن الله تعالى غني عن العالمين فالعبادة لا تزيده ولا تنقصه مثقال ذرة لأنه غني بذاته غنى مطلقا فلا يحتاج إلى شيء مما في الوجود بل كل ما في الوجود محتاج إليه قال الله تعالى { يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }
وعليه فإن ثمرة العبادة إنما ترجع إلى الشخص العابد نفسه إذ هو المحتاج إلى الله تعالى والمفتقر إليه استعانة وتوكلا كما قال تعالى : { مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } .أولا : تربية الروح وتغذيتها :
ذلك أن الإنسان مكون من مادة وروح فإذا كان العنصر الجسدي فيه يجد حاجته في العناصر المادية في الكون من مأكل ومشرب وملبس وتناسل وغير ذلك فإن العنصر الروحي لا يجد إشباعا لحاجته إلا بالقرب من الله تعالى إيمانا به واتباعا حتى يشعر بمعيته وذلك لا يتحقق إلا بالعبادة سواء في الضراء أو في السراء كما قال الله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ }{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ }{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } .
وقال تعالى { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ }{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا }{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } فدل رسول الله على التقرب إلى الله تعالى وتعبده .
ثانيا : تحقيق حرية الإنسان :
فالعبادة تحرر المؤمن من الخضوع لغير الله تعالى ومن الاستسلام للآلهة المزيفة فتصبح بذلك حرا طليقا من سلطان سوى سلطان الله تعالى وبذلك يصل إلى شاطئ الأمان ويحس بالسكينة إلى الله تعالى كما يجد قيمة كل أشياء العلم يحس بحريته أمامها جميعا فإن مصدر العزة إنما هو اللجوء إلى الله تعالى { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا } .
ثالثا : تمحيص المؤمن بابتلائه بالعبادة إعدادا له للحياة الآخرة :
قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام { يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ } فالدنيا دار ابتلاء ومادة هذا الابتلاء هي عبادة الله تعالى تحقيقا لأمره { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } .
رابعا : العبادة سبيل لصلاح المجتمع :
بالنظر إلى العبادة بمفهومها الشامل نجد أنها شاملة لكل أوجه الإصلاح الفردي والاجتماعي حيث إن كل عمل يقوم به الفرد أو تقوم به الجماعة يدخل في إطار العبادة .
وقد شرع الإسلام مبدأ فروض الكفاية التي يراعي فيها صلاح الجماعة والمجتمع قال الله تعالى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } .أولا : أنه لا معبود بحق إلا الله :
فقد جاء الإسلام أول ما جاء بكلمة التوحيد وهي كلمة الشهادة التي يصبح بها المرء مؤمنا بالله ورسوله لا إله إلا الله محمد رسول الله وهذه الشهادة تعني أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى وبذلك قضى الإسلام على كل ألوان الشرك والتي تناقض كلمة الشهادة ومن أهم الوسائل التي جعلها حماية للتوحيد ما يلي :
- أنه جعل الشرك سببا لإحباط الأعمال والخروج من الدين قال الله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .
- سد كل الذرائع المفضية إلى الشرك : فقد حرص الإسلام على سد كل ما يؤدي إلى الشرك فقرر في ذلك ما يلي :
- أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن تعظيمه وإطرائه بما يؤدي إلى الغلو في الاعتقاد فيه فبين بأنه عبد الله ورسوله فقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله ) .
- منع الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم أو بأحد من الصالحين فقد روي أن أحد المنافقين كان يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله )
- أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ القبور مساجد وحذر من ذلك أشد تحذير حتى إنه صلى الله عليه وسلم حين وفاته ظل يردد النهي عن ذلك حتى توفاه الموت قال صلى الله عليه وسلم : ( إنه اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) .
-أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلف بغير الله لأن الحلف ينطوي على تقدير وتعظيم للمحلوف به فنهى أن يكون الحلف إلا بالله تعالى قال صلى الله عليه وسلم (من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله )وقال (من حلف بغير الله فقد أشرك) .
- أنه منع من الذبح أو النذر لغير الله وعد ذلك من الشرك قال صلى الله عليه وسلم ( لعن الله من ذبح لغير الله ) .
ثانيا : تحرير العبادة من سلطان الكهنوت :
أ- ذلك أن الأديان السابقة للإسلام بعد تحريفها اتخذ رجالها وسائل ومراسيم كثيرة لم يرد بها شرع الله مما مكنهم من التسلط على رقاب العباد والتأثير على ضمائرهم باحتكار العبادة مما جعل العباد لا يستطيعون الاستقلال في صلاتهم بالله تعالى إلا عبر تلك الوسائط والمراسيم التي تصب في جيوب رجال الدين لذا جاء الإسلام بكل ما يصلح ذلك أو يمنعه ومن ذلك أنه حرر الضمير من كل سلطان غير سلطان الله تعالى فالعلاقة بالله تعالى في الإسلام مفتوحة لكل مؤمن بدون وسائط بل عد اتخاذ هؤلاء الوسائط من الشرك ولو كان الوسيط من الرسل الكرام عليهم السلام . وقد فتح الله تعالى باب دعائه وأمر المؤمنين بذلك فقال { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } وقال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } أما العلماء فإنما يكون دورهم الشرح والبيان لأحكام الإسلام وشرائعه كما قال الله تعالى {
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }{ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ } .
ب- أنه حرر العبادة ذاتها من قيود المكان والزمان : فتح المكان كله للعبادة كما فتح الطريق بين العبد وربه قال الله تعالى { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل » . وهذه القاعدة عامة لا يخرج عنها إلا الحج الذي خص بالبيت الحرام إحياء لذكرى إبراهيم أبي الأنبياء عليهم السلام جميعا أما الزمان فقد جعل الله تعالى لبعض العبادات مثل الصلوات الخمس ميقاتا قال الله تعالى { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } وقال في الحج : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ } أما ما سوى ذلك كله فكله زمان للطاعات المطلقة .
ثالثا : التوازن بين الروح والجسد :
إن مما مسته التحريفات للأديان السابقة على الإسلام مسألة التوازن بين الروح والجسد حيث غلت فئة وأفرطت في شأن الروح بينما غلت الفئة الأخرى وأفرطت في الجانب المادي أما الإسلام فقد تدارك ذلك حفاظا على جوهر الدين والرجوع به إلى صورته الحقة القائمة على التوازن وجاء في ذلك بمبادئ هامة منها :
1- الاعتراف التام بأن لكل من الروح والجسد متطلباته التي يجب إشباعها والوفاء بها قال صلى الله عليه وسلم ( إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حقا حقه) وقال الله تعالى { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } .
وعليه فقد شرع الله تعالى ما يشبع حاجات الروح المتمثلة في عبادة الله تعالى وطاعته كما أباح ما يشبع الجسد وذلك بإحلال الطيبات من الرزق .
2- إن الإسلام جعل الحياة الدنيا مزرعة للآخرة وجعل وظيفة الإنسان في الأرض إعمارها بالصالحات التي تشمل كل خير يقدمه المؤمن لنفسه ولمن حوله من عموم الخلق فلا خصومة في الإسلام بين الدين والدنيا ولا تعارض بين الدنيا والآخرة بل الدنيا ميدان للعمل لتحصيل الآخرة لذا نجد أن الله تعالى يعلم عباده أن يدعوه قائلين { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } .
رابعا التيسير ودفع الحرج في العبادات :
فقد جاء الإسلام بشرائعه جميعا ميسرا رافعا للحرج الذي كان في الديانات السابقة بل قد نص على ذلك صراحة بقوله تعالى { فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ } .
القاعدة الثانية : المشقة تجلب التيسير وفي هذه تدخل جميع الرخص الواردة في الشريعة الإسلامية مثل رخص السفر من جواز الفطر فيه في نهار رمضان وقصير الصلاة وغير ذلك قال الله تعالى { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } .
آثار العبادات الأربع :
هذه العبادات وإن كانت في الأصل شعائر تعبدية محضة واجبة الأداء مهما قصر إدراك المتعبد بها لأبعاد حكمتها وآثارها التي ربما حصلت له دونما شعور منه إلا أن العلم بهذه الحكم والآثار يزيد القائم بها اطمئنانا لعظم أمرها وأن الفقه بآثارها يضاعف من ثمارها في نفس فاعلها

اهمية الاستعانة للمسلم**
أما الاستعانة بالله - عز وجل - دونَ غيره من الخلق ؛ فلأنَّ العبدَ عاجزٌ عن الاستقلال بجلب مصالحه ، ودفع مضارّه ، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله - عز وجل - ، فمن أعانه الله ، فهو المُعانُ ، ومن خذله فهو المخذولُ ، وهذا تحقيقُ معنى قول : (( لا حول ولا قُوَّةَ إلا بالله )) ، فإنَّ المعنى : لا تَحوُّلَ للعبد مِنْ حال إلى حال ، ولا قُوَّة له على ذلك إلا بالله ، وهذه كلمةٌ عظيمةٌ ، وهي كنز من كنوز الجنة ، فالعبدُ محتاجٌ إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات ، وترك المحظورات ، والصبر على المقدورات كلِّها في الدنيا وعندَ الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة، ولا يقدر على الإعانة على ذلك إلا الله - عز وجل -، فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه . وفي الحديث الصحيح عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( احرصْ على ما ينفعُكَ واستعن بالله ولا تعجزْ ))(1) .
ومن ترك الاستعانة بالله ، واستعان بغيرِه ، وكَلَهُ الله إلى من استعان به فصار مخذولاً . كتب الحسنُ إلى عُمَرَ بنِ العزيز : لا تستعِنْ بغيرِ الله ، فيكِلَكَ الله إليه . ومن كلام بعضِ السَّلف : يا ربِّ عَجبت لمن يعرفُك كيف يرجو غيرك ، عجبتُ لمن يعرفك كيف يستعينُ بغيرك .


معنى اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ( 6 ) ) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ

أي: دلنا وأرشدنا، ووفقنا للصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله، وإلى جنته، وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك.
وهذا الصراط المستقيم هو: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. { غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم.**





الاحكام الفقهية الخاصة بقراءة الفاتحة في الصلاة**
يتعلق بقراءة الفاتحة مباحث
: أحدها : هل هي فرض في الصلاة باتفاق جميع المذاهب ؟
ثانيها : هل هي فرض في جميع ركعات الصلاة سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا ؟ ثالثها : هل هي فرض على كل مصل سواء كان يصلي منفردا أو كان يصلي إماما أو مأموما ؟
رابعها : ما حكم العاجز عن قراءة الفاتحة ؟
خامسها : هل يشترط في قراءة الفاتحة أن يسمع القارئ بها نفسه بحيث لو حرك لسانه ولم يسمع ما ينطق به تصح أو لا ؟
وإليك الجواب عن هذه الأسئلة أما الأول والثاني : فقد اتفق ثلاثة من الأئمة على أن قراءة الفاتحة في جميع ركعات الصلاة فرض بحيث لو تركها المصلي عامدا في ركعة من الركعات بطلت الصلاة لا فرق في ذلك بين أن ت كون الصلاة مفروضة أو غير مفروضة . أما لو تركها سهوا فعليه أن يأتي بالركعة التي تركها فيها بالكيفية الآتي بيانها في مباحث " سجود السهو " .
وخالف الحنفية في ذلك فقالوا : إن قراءة الفاتحة في الصلاة ليست فرضا وإنما هي واجب . وإن شئت قلت : سنة مؤكدة بحيث لو تركها عمدا فإن صلاته لا تبطل . فانظر تفصيل مذهبهم ودليلهم عليه تحت الخط
( الحنفية قالوا : المفروض مطلق القراءة لا قراءة الفاتحة بخصوصها . لقوله تعالى : { فاقرؤوا ما تيسرمن القرآن } فإن المراد القراءة في الصلاة . لأنها هي المكلف بها ولما روي في " الصحيحين " من قوله صلى الله عليه و سلم : " إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء . ثم استقبل القبلة ثم اقرأ ما تيسر من القرآن " .
ولقوله صلى الله عليه و سلم " لا صلاة الا بقراءة " والقراءة فرض في ركعتين من الصلاة المفروضة . ويجب أن تكون في الركعتين الأوليين كما تجب قراءة الفاتحة فيهما بخصوصها . فإن لم يقرأ في الركعتين الأوليين في الصلاة الرباعية فرأ فيما بعدهما وصحت صلاته . الا أنه يكون قد ترك الواجب . فإنه تركه ساهيا يجب عليه أن يسجد للسهو فإن لم يسجد وجبت عليه إعادة الصلاة . كما تجب الإعادة إن ترك الواجب عامدا . فإن لم يفعل كانت صلاته صحيحة مع الإثم . أما باقي ركعات الفرض . فإن قراءة الفاتحة فيه سنة . وأما النفل فإن قراءة الفاتحة واجبة في جميع ركعاته . لأن كل اثنتين منه صلاة مستقلة . ولو وصلهما بغيرهما . كأن صلى أربعا بتسليمة واحدة وألحقوا الوتر بالنفل فتجب القراءة في جميع ركعاته . وقدروا القراءة المفروضة بثلاث آيات قصار . أو آية طويلة تعديلها . وهذا هو الأحوط ) أما دليل من قال : إنها فرض فهو ما روي في " الصحيحين " من أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " :
وأما الجواب عن الثالث . وهو هل تفترض قراءة الفاتحة على المأموم ؟ فإنه فيه تفصيلا في المذاهب   ( الشافعية قالوا : يفترض على المأموم قراءة الفاتحة خلف الإمام . الا إن كان مسبوقا بجميع الفاتحة أو بعضها . فإن الإمام يتحمل عنه ما سبق به إن كان الإمام أهلا للتحمل . بأن لم يظهر أنه محدث أو أنه أدركه في ركعة زائدة عن الفرض
الحنفية قالوا : إن قراءة المأموم خلف إمامه مكروهة تحريما في السرية والجهرية لما روي من قوله صلى الله عليه و سلم : " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " وهذا الحديث روي من عدة طرق
هذا وقد نفل منع المأموم من القراءة عن ثمانين نفرا من كبار الصحابة منهم المرتضى والعبادلة . وروي عن عدة من الصحابة أن قراءة المأموم خلف إمامه مفسدة للصلاة وهذا ليس بصحيح فأقوى الأقوال وأحوطها القول بكراهة التحريم
المالكية قالوا : القراءة خلف الإمام مندوبة في السرية مكروهة في الجهرية الا إذا قصد مراعاة الخلاف فيندب
الحنابلة قالوا : القراءة خلف الإمام مستحبة في الصلاة السرية وفي سكتات الإمام في الصلاة الجهرية وتكره حال قارءة الإمام في الصلاة الجهرية )
وأما الجواب عن الرابع . وهو ما حكم العاجز عن قراءة الفاتحة ؟ فقد اتفق الشافعية والحنابلة على أن من عجز عن قراءة الفاتحة في الصلاة فإن كان يقدر على أن يأتي بآيات من القرآن بقدر الفاتحة في عدد الحروف والآيات فإنه يجب عليه أن يأتي بذلك . فإن كان يحفظ آية واحدة أو أكثر فإنه يفترض عليه أن يكرر ما يحفظه بقدر آيات الفاتحة . بحيث يتعلم القدر المطلوب منه تكراره . فإن عجز عن الإتيان بشيء من القرآن بالمرة فإنه يجب عليه أن يأتي بذكر الله كأن يقول : الله الله . . . مثلا . بمقدار الفاتحة . فإن عجز عن الذكر أيضا فإنه يجب عليه أن يقف ساكتا بقدر الزمن الذي تقرأ فيه الفاتحة فإن لم يفعل ذلك بطلت صلاته في هذين المذهبين : على أنه لا يجوز عندهم قراءة الفاتحة بغير اللغة العربية على كل حال . ومن لم يفعل ذلك فإن صلاته تبطل . أما المالكية والحنفية فانظر مذهبيهما تحت الخط ( الحنفية قالوا : من عجز عن العربية يقرأ بغيرها من اللغات الأخرى وصلاته صحيحة
المالكية قالوا : من لا يحسن قراءة الفاتحة وجب عليه تعلمها إن أمكنه ذلك فإن لم يمكنه وجب عليه الاقتداء بمن يحسنها فإن لم يجده ندب له أن يفصل بين تكبيره وركوعه ويندب أن يكون الفصل بذكر الله تعالى وإنما يجب على غير الأخرس . أما هو فلا يجب عليه )
وأما الجواب عن الخامس وهو هل يشترط أن يسمع نفسه بقراءة الفاتحة ؟ فالجواب عنه أن ثلاثة من الأئمة اتفقوا على أنه إذا لم يسمع نفسه بالقراءة . فإنه لا يعتبر قارئا . وخالف المالكية فقالوا : يكفي أن يحرك لسانه وإن لم يسمع نفسه فانظر مذهبهم تحت الخط ( المالكية قالوا : لا يجب عليه أن يسمع بها نفسه . ويكفي أن يحرك بها لسانه والأولى أن يسمع بها نفسه مراعاة للخلاف ) على أنك قد عرفت أن الحنفية قالوا : إن قراءة الفاتحة ليست فرضا فلو لم يسمع بها نفسه لا تبطل صلاته ولكن يكون تاركا للواجب . انتهي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elngdy.yoo7.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 372
تاريخ التسجيل : 16/10/2008
العمر : 52
الموقع : https://elngdy.yoo7.com/

  فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتح الكريم الوهاب حول معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية     فتح الكريم الوهاب حول  معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية Emptyالخميس ديسمبر 04, 2014 1:23 am

الاحكام الفقهية الخاصة بقراءة الفاتحة في الصلاة**
يتعلق بقراءة الفاتحة مباحث
: أحدها : هل هي فرض في الصلاة باتفاق جميع المذاهب ؟
ثانيها : هل هي فرض في جميع ركعات الصلاة سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا ؟ ثالثها : هل هي فرض على كل مصل سواء كان يصلي منفردا أو كان يصلي إماما أو مأموما ؟
رابعها : ما حكم العاجز عن قراءة الفاتحة ؟
خامسها : هل يشترط في قراءة الفاتحة أن يسمع القارئ بها نفسه بحيث لو حرك لسانه ولم يسمع ما ينطق به تصح أو لا ؟
وإليك الجواب عن هذه الأسئلة أما الأول والثاني : فقد اتفق ثلاثة من الأئمة على أن قراءة الفاتحة في جميع ركعات الصلاة فرض بحيث لو تركها المصلي عامدا في ركعة من الركعات بطلت الصلاة لا فرق في ذلك بين أن ت كون الصلاة مفروضة أو غير مفروضة . أما لو تركها سهوا فعليه أن يأتي بالركعة التي تركها فيها بالكيفية الآتي بيانها في مباحث " سجود السهو " .
وخالف الحنفية في ذلك فقالوا : إن قراءة الفاتحة في الصلاة ليست فرضا وإنما هي واجب . وإن شئت قلت : سنة مؤكدة بحيث لو تركها عمدا فإن صلاته لا تبطل . فانظر تفصيل مذهبهم ودليلهم عليه تحت الخط
( الحنفية قالوا : المفروض مطلق القراءة لا قراءة الفاتحة بخصوصها . لقوله تعالى : { فاقرؤوا ما تيسرمن القرآن } فإن المراد القراءة في الصلاة . لأنها هي المكلف بها ولما روي في " الصحيحين " من قوله صلى الله عليه و سلم : " إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء . ثم استقبل القبلة ثم اقرأ ما تيسر من القرآن " .
ولقوله صلى الله عليه و سلم " لا صلاة الا بقراءة " والقراءة فرض في ركعتين من الصلاة المفروضة . ويجب أن تكون في الركعتين الأوليين كما تجب قراءة الفاتحة فيهما بخصوصها . فإن لم يقرأ في الركعتين الأوليين في الصلاة الرباعية فرأ فيما بعدهما وصحت صلاته . الا أنه يكون قد ترك الواجب . فإنه تركه ساهيا يجب عليه أن يسجد للسهو فإن لم يسجد وجبت عليه إعادة الصلاة . كما تجب الإعادة إن ترك الواجب عامدا . فإن لم يفعل كانت صلاته صحيحة مع الإثم . أما باقي ركعات الفرض . فإن قراءة الفاتحة فيه سنة . وأما النفل فإن قراءة الفاتحة واجبة في جميع ركعاته . لأن كل اثنتين منه صلاة مستقلة . ولو وصلهما بغيرهما . كأن صلى أربعا بتسليمة واحدة وألحقوا الوتر بالنفل فتجب القراءة في جميع ركعاته . وقدروا القراءة المفروضة بثلاث آيات قصار . أو آية طويلة تعديلها . وهذا هو الأحوط ) أما دليل من قال : إنها فرض فهو ما روي في " الصحيحين " من أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " :
وأما الجواب عن الثالث . وهو هل تفترض قراءة الفاتحة على المأموم ؟ فإنه فيه تفصيلا في المذاهب ( الشافعية قالوا : يفترض على المأموم قراءة الفاتحة خلف الإمام . الا إن كان مسبوقا بجميع الفاتحة أو بعضها . فإن الإمام يتحمل عنه ما سبق به إن كان الإمام أهلا للتحمل . بأن لم يظهر أنه محدث أو أنه أدركه في ركعة زائدة عن الفرض
الحنفية قالوا : إن قراءة المأموم خلف إمامه مكروهة تحريما في السرية والجهرية لما روي من قوله صلى الله عليه و سلم : " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " وهذا الحديث روي من عدة طرق
هذا وقد نفل منع المأموم من القراءة عن ثمانين نفرا من كبار الصحابة منهم المرتضى والعبادلة . وروي عن عدة من الصحابة أن قراءة المأموم خلف إمامه مفسدة للصلاة وهذا ليس بصحيح فأقوى الأقوال وأحوطها القول بكراهة التحريم
المالكية قالوا : القراءة خلف الإمام مندوبة في السرية مكروهة في الجهرية الا إذا قصد مراعاة الخلاف فيندب
الحنابلة قالوا : القراءة خلف الإمام مستحبة في الصلاة السرية وفي سكتات الإمام في الصلاة الجهرية وتكره حال قارءة الإمام في الصلاة الجهرية )
وأما الجواب عن الرابع . وهو ما حكم العاجز عن قراءة الفاتحة ؟ فقد اتفق الشافعية والحنابلة على أن من عجز عن قراءة الفاتحة في الصلاة فإن كان يقدر على أن يأتي بآيات من القرآن بقدر الفاتحة في عدد الحروف والآيات فإنه يجب عليه أن يأتي بذلك . فإن كان يحفظ آية واحدة أو أكثر فإنه يفترض عليه أن يكرر ما يحفظه بقدر آيات الفاتحة . بحيث يتعلم القدر المطلوب منه تكراره . فإن عجز عن الإتيان بشيء من القرآن بالمرة فإنه يجب عليه أن يأتي بذكر الله كأن يقول : الله الله . . . مثلا . بمقدار الفاتحة . فإن عجز عن الذكر أيضا فإنه يجب عليه أن يقف ساكتا بقدر الزمن الذي تقرأ فيه الفاتحة فإن لم يفعل ذلك بطلت صلاته في هذين المذهبين : على أنه لا يجوز عندهم قراءة الفاتحة بغير اللغة العربية على كل حال . ومن لم يفعل ذلك فإن صلاته تبطل . أما المالكية والحنفية فانظر مذهبيهما تحت الخط ( الحنفية قالوا : من عجز عن العربية يقرأ بغيرها من اللغات الأخرى وصلاته صحيحة
المالكية قالوا : من لا يحسن قراءة الفاتحة وجب عليه تعلمها إن أمكنه ذلك فإن لم يمكنه وجب عليه الاقتداء بمن يحسنها فإن لم يجده ندب له أن يفصل بين تكبيره وركوعه ويندب أن يكون الفصل بذكر الله تعالى وإنما يجب على غير الأخرس . أما هو فلا يجب عليه )
وأما الجواب عن الخامس وهو هل يشترط أن يسمع نفسه بقراءة الفاتحة ؟ فالجواب عنه أن ثلاثة من الأئمة اتفقوا على أنه إذا لم يسمع نفسه بالقراءة . فإنه لا يعتبر قارئا . وخالف المالكية فقالوا : يكفي أن يحرك لسانه وإن لم يسمع نفسه فانظر مذهبهم تحت الخط ( المالكية قالوا : لا يجب عليه أن يسمع بها نفسه . ويكفي أن يحرك بها لسانه والأولى أن يسمع بها نفسه مراعاة للخلاف ) على أنك قد عرفت أن الحنفية قالوا : إن قراءة الفاتحة ليست فرضا فلو لم يسمع بها نفسه لا تبطل صلاته ولكن يكون تاركا للواجب . انتهي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elngdy.yoo7.com
 
فتح الكريم الوهاب حول معانى فاتحة الكتاب جمع وإعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  جولة الفكر فى معانى العبادة والذكر إعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية
»  حوار هادئ مع الأستاذ جمال البنا إعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية
»  قطف الثمرات من حديث انما الاعمال بالنيات اعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية
»  الفوائد الجليات من حديث اجتنبوا السبع الموبقات إعداد شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية
»  المعاني الإيمانية من حديث الدين النصيحة إعداد وترتيب شعبان النجدي باحث في العلوم الشرعية والقانونية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الاستاذ شعبان النجدي المحامى لنشر الثقافة والوعي القانوني :: كتابات الاستاذ شعبان النجدي ومؤلفاته-
انتقل الى: